Telegram Group & Telegram Channel
هل من الصحة النفسية أن يحاول الفرد أن يثبت نفسه أمام الآخرين؟

من الطبيعي أن يحاول الأبناء الصغار أن يثبتوا أنفسهم أمام والديهم فهي حاجة نفسية أساسية، فالطفل يقوم بتسليم والديه الرسم الذي رسمها أو المعجون الذي شكله أو العمل الفني الذي اجتهد فيه لكي ينال من والديه ضحكًا أو تصفيقًا أو ثناء، وهنا دور مهم للوالدين لتوفيره، هنا يشعر الطفل بالرضا عن نفسه ومع مرور السنوات يشبع عاطفيًا، ويكبر، ويجتهد في أعمال لأجل نفسه لا لأجل أن يثبت لأحد أن له قيمة، لكن ماذا عن الذي لم يحصل على احتواء من والديه لقاء أعماله، ماذا عن الطفل الذي وجد سخرية أو إهمالًا أو تجاهلًا لكل عمل يقوم به، هذا الطفل يكبر وهو يحاول أن يلفت انتباه الآخرين أن له قيمة، وتصبح تلك لديه عادة (انظروا إلي).
إن حاجة الفرد أن يثبت للآخرين أن له قيمة هي خليط من القلق والاكتئاب وانخفاض تقدير الذات ووجود النزعة الكمالية، عندما يطغى على الإنسان حساسية تجاه الانتقاد، وعندما يسلّم الفرد قيمته للآخرين، هل تعلمون ما هو مفتاح الثقة بالنفس؟ هناك علاقة طردية بين الثقة بالنفس وتقبل الذات، بمعنى كلما كان لديك قبول لذاتك كما هي (بعيوبها ومميزاتها، صوابها وأخطائها) زادت ثقتك بنفسك، لا تجعل الآخرين معيارًا وإذا أردت أن تثبت لأحد أن لك قيمة فقم بإثبات ذلك أمام نفسك، وإذا أردت مقارنة نفسك بأحد فقم بمقارنة نفسك أمام نفسك في زمن آخر، أخرج (الآخرين) من المعادلة.
إن الشخص الذي يريد إثبات نفسه باستمرار هو غير واثق أنه كفاية، غير متسامح مع أخطائه، قد علّق قيمته برأي الآخرين، لا تحاول أن تثبت لغيرك أنك على صواب، لا يهم رأيه المهم ماذا تؤمن أنت، فأفعالك ستتحدث بالنيابة عنك. أنت لا تحتاج أن تثبت لأحد شيئًا، أنت تحتاج أن تقتحم مخاوفك لتثبت لنفسك أنك جدير. فالنجاح ليس معياره الفوز على الآخرين بل معياره النجاح في تطوير نفسك. هناك من يملك الشجاعة ليتحدى مخاوفه لكنه يفتقد للمهارات لفعل ذلك فينتهي به الأمر للاستسلام، تعلم ثم تحدى واقعك، تعلم مهارات التأقلم مع مشاعرك السلبية، تعلم مهارات التفكير الواقعي، تعلم مهارات التخطيط الشخصي، تعلم التغلب على القلق المرضي، تعلم مهارات الإلقاء والتعبير ثم اذهب لمواجهة مخاوفك.
ولنكون واقعيين فإنه من الطبيعي رغبتنا أن نكون مقبولين من قبل الآخرين، لكن هناك حدود، في النهاية ليس بالضرورة أن يرضى الجميع عنك، واصل طريقك نحو تحقيق ذاتك، كن مستمتعًا بما تفعل بدل أن تكون قلقًا بما سيقوله الناس.
تحياتي
بقلم أسامة الجامع – الرعاية النفسية الأولية بصحة الشرقية



tg-me.com/sahtayalnnafsia/2794
Create:
Last Update:

هل من الصحة النفسية أن يحاول الفرد أن يثبت نفسه أمام الآخرين؟

من الطبيعي أن يحاول الأبناء الصغار أن يثبتوا أنفسهم أمام والديهم فهي حاجة نفسية أساسية، فالطفل يقوم بتسليم والديه الرسم الذي رسمها أو المعجون الذي شكله أو العمل الفني الذي اجتهد فيه لكي ينال من والديه ضحكًا أو تصفيقًا أو ثناء، وهنا دور مهم للوالدين لتوفيره، هنا يشعر الطفل بالرضا عن نفسه ومع مرور السنوات يشبع عاطفيًا، ويكبر، ويجتهد في أعمال لأجل نفسه لا لأجل أن يثبت لأحد أن له قيمة، لكن ماذا عن الذي لم يحصل على احتواء من والديه لقاء أعماله، ماذا عن الطفل الذي وجد سخرية أو إهمالًا أو تجاهلًا لكل عمل يقوم به، هذا الطفل يكبر وهو يحاول أن يلفت انتباه الآخرين أن له قيمة، وتصبح تلك لديه عادة (انظروا إلي).
إن حاجة الفرد أن يثبت للآخرين أن له قيمة هي خليط من القلق والاكتئاب وانخفاض تقدير الذات ووجود النزعة الكمالية، عندما يطغى على الإنسان حساسية تجاه الانتقاد، وعندما يسلّم الفرد قيمته للآخرين، هل تعلمون ما هو مفتاح الثقة بالنفس؟ هناك علاقة طردية بين الثقة بالنفس وتقبل الذات، بمعنى كلما كان لديك قبول لذاتك كما هي (بعيوبها ومميزاتها، صوابها وأخطائها) زادت ثقتك بنفسك، لا تجعل الآخرين معيارًا وإذا أردت أن تثبت لأحد أن لك قيمة فقم بإثبات ذلك أمام نفسك، وإذا أردت مقارنة نفسك بأحد فقم بمقارنة نفسك أمام نفسك في زمن آخر، أخرج (الآخرين) من المعادلة.
إن الشخص الذي يريد إثبات نفسه باستمرار هو غير واثق أنه كفاية، غير متسامح مع أخطائه، قد علّق قيمته برأي الآخرين، لا تحاول أن تثبت لغيرك أنك على صواب، لا يهم رأيه المهم ماذا تؤمن أنت، فأفعالك ستتحدث بالنيابة عنك. أنت لا تحتاج أن تثبت لأحد شيئًا، أنت تحتاج أن تقتحم مخاوفك لتثبت لنفسك أنك جدير. فالنجاح ليس معياره الفوز على الآخرين بل معياره النجاح في تطوير نفسك. هناك من يملك الشجاعة ليتحدى مخاوفه لكنه يفتقد للمهارات لفعل ذلك فينتهي به الأمر للاستسلام، تعلم ثم تحدى واقعك، تعلم مهارات التأقلم مع مشاعرك السلبية، تعلم مهارات التفكير الواقعي، تعلم مهارات التخطيط الشخصي، تعلم التغلب على القلق المرضي، تعلم مهارات الإلقاء والتعبير ثم اذهب لمواجهة مخاوفك.
ولنكون واقعيين فإنه من الطبيعي رغبتنا أن نكون مقبولين من قبل الآخرين، لكن هناك حدود، في النهاية ليس بالضرورة أن يرضى الجميع عنك، واصل طريقك نحو تحقيق ذاتك، كن مستمتعًا بما تفعل بدل أن تكون قلقًا بما سيقوله الناس.
تحياتي
بقلم أسامة الجامع – الرعاية النفسية الأولية بصحة الشرقية

BY صحتي النفسية جزء مني


Warning: Undefined variable $i in /var/www/tg-me/post.php on line 280

Share with your friend now:
tg-me.com/sahtayalnnafsia/2794

View MORE
Open in Telegram


صحتي النفسية جزء مني Telegram | DID YOU KNOW?

Date: |

Importantly, that investor viewpoint is not new. It cycles in when conditions are right (and vice versa). It also brings the ineffective warnings of an overpriced market with it.Looking toward a good 2022 stock market, there is no apparent reason to expect these issues to change.

Start with a fresh view of investing strategy. The combination of risks and fads this quarter looks to be topping. That means the future is ready to move in.Likely, there will not be a wholesale shift. Company actions will aim to benefit from economic growth, inflationary pressures and a return of market-determined interest rates. In turn, all of that should drive the stock market and investment returns higher.

صحتي النفسية جزء مني from cn


Telegram صحتي النفسية جزء مني
FROM USA